محمد صلاح (رأس الخيمة)

كشفت هيئة حماية البيئة في رأس الخيمة عن رصد عدد من الصيادين لبقع المد الأحمر على بعد يتراوح بين 8 و12 ميلاً أمام سواحل منطقة الجزيرة الحمراء، وأكدت الهيئة أن الظاهرة لم تتسبب في أي آثار سلبية على الأحياء البحرية والأسماك بالبحر، كما كشفت الهيئة عن تركيب محطتي رصد جديدتين قبل نهاية العام الجاري لرصد أي تغيرات في مياه البحر بالإمارة.
وأوضح الدكتور سيف محمد الغيص مدير عام الهيئة، أن هذه الظاهرة تتكرر مرتين في العام وبنسب متفاوتة في تركيزها، حيث لا يمثل ما رصده الصيادون أي خطورة على مياه البحر لأن هذه النسبة البسيطة غالباً ما تتلاشي بفعل أمواج البحر ولا تصل للشواطئ إلا إذا كانت بتركيز أكبر.
وأكد لـ «الاتحاد» أن ظاهرة المد الأحمر ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة لتوفر الغذاء المناسب من أملاح الفوسفات والنيترات في الماء الذي يحفز تكاثر الهوائم التي تنتج عنها ظاهرة المد الأحمر حيث يكون أثرها سلبياً إذا زادت التراكيز وقلت نسبة الضوء التي تصل للطبقات السفلية منها ما يؤدي لنمو البكتيريا المائية التي تتسبب في نقص الأكسحين في العمود المائي ومن ثم اختناق الأحياء البحرية، وتتسبب التيارات البحرية في دفع هذه البقع إلى عمق البحر أو العكس وتتسبب هذه الظاهرة في نفوق الأسماك والأحياء البحرية إذا كان تركيزها في المياه بدرجة عالية.
وأشار الغيص إلى أن الهيئة لديها ثلاث محطات لرصد التغيرات البحرية وستقوم بتركيب محطتين جديتين ليزيد عدد هذه المحطات التي تقوم بقراءة البيانات المتعلقة بمياه البحر ورصد أي تغيرات فيها، حيث يتم جمع هذه المعلومات وتحليلها على مدار الساعة، مشيراً إلى أن ما رصده الصيادون يوضح عدم تركيز هذه البقع بدرجة عالية ومن ثم عدم خطورتها وتلاشيها بفعل موج البحر.
من ناحيتهم، أكد صيادون في منطقة الجزيرة الحمراء رصدهم لهذه الظاهرة وابتعادهم عن المناطق التي لاحظوا تغير لون مياه البحر فيها لعدم صيد الأسماك منها، والتي غالباً ما تتعرض للاختناق بسبب نقص الأكسجين.
وخلال السنوات الماضية، ضربت هذه الظاهرة مياه الخليج وتسببت في وقف الصيد وهي ظاهرة معروفة لدى الصيادين منذ سنوات طويلة بـ«حيض البحر» وغالباً ما كانت تتسبب في نفوق الأسماك خاصة بالقرب من الشواطئ، كما تسببت هذه الظاهرة في السابق في إغلاق محطات تحلية المياه قبل الاعتماد على تقنيات حديثة تسهم في تفادي جميع الظروف والملوثات البحرية التي قد تحدث في البحر سواء كانت ناتجة عن الظواهر الطبيعية أو الملوثات غير الطبيعية مثل التسرب النفطي، وتعتبر هذه المرة الثانية خلال العام الجاري التي يجري فيها رصد هذه البقع في إمارة رأس الخيمة لكن دون رصد أي أضرار لها على البيئة البحرية بصفة عامة.